ماتت أختي منتحرة ثم تابت قبل خروج الروح
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :
لي أخت متزوجة ولديها ثلاثة أطفال وهي على خلاف دائم مع زوجها وكانت أيضاً على خلاف مع والدها، والسبب زوجها الذي كان يعاملها معاملة قاسية جداً مما اضطرها إلى ترك البيت وذهبت إلى بيت أمها المطلقة والمتزوجة من إنسان آخر وزوج أمها يعاملها هو الآخر معاملة سيئة فقمت أنا – أخوها – وأخذت لها شقة لتسكن فيها معي وكانت كثيراً ما تذهب إلى أمها ، ومرة أجبرها زوج أمها أن تذهب وترمي أولادها عند زوجها ، ففعلت ذلك إرضاءً لأمها وفي أحد الأيام حصل خلاف بينها وبين زوج أمها وخرجت إلى شقتها متأثرة جداً بما فيها من مصائب وبعد أولادها عنها ، فقامت وأخذت حبوباً من الثلاجة وأكلتها جميعاً تر يد أن تقضي على حياتها فأخذتها إلى المستشفى وأعطيت العلاج اللازم وقبل وفاتها أحست أنها في أيامها الأخيرة فتابت ، وأخذت تستغفر كثيراً عما فعلته وكانت تطلب منا أن ندعوا لها بالمغفرة وأراد الله وتوفيت فماذا يكون حالها بعد ذلك ، وهل يجوز لي أن أقوم بالصدقة والحج عنها علماً إنني نذرت أن أقوم بهذه الأعمال طيلة حياتي إن شاء الله ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الاجابة:
ما دامت أختك المذكورة قد تابت إلى الله سبحانه وتعالى وندمت على على ما فعلته من أسباب الانتحار فإنه يرجى لها المغفرة ، والتوبة تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا تصدقت عنها أو استغفرت لها ودعوت لها يكون ذلك حسناً وذلك ينفعها وتؤجر عليه أنت وما نذرته من الطاعات فعليك أن توفي به لأن الله سبحانه مدح الموفون بالنذر في قوله تعالى : -( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً )- [ الإنسان : 7] وقول النبي صلى الله عليه وسلم *" من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه "* رواه الإمام البخاري في صحيحه
(الله يرحم جميع المسلمين الاموات منهم والاحياء)